منوعات

اهم خطوات للتعافي من العلاقات السامة وكيف نستعيد الثقة بالنفس ؟

تبقى آثار العلاقات المؤذية لفترة، ولكن عند اتخاذ خطوة نحو تحرير نفسك منها، تضمن العيش في مأمن من الإساءة، وتبدأ رحلة التعافي من العلاقات السامة بخطوات واثقة.

التعافي من العلاقات السامة ليس أمرا هينا، بل رحلة تحتاج إلى التخلص من آثار التلاعب النفسي والأذى والعنف، لدرجة التأثير على الصحة العقلية والعيش بسلام وسعادة، سواء كانت هذه العلاقة بين الأصدقاء أو الآباء والأبناء، وكذلك زملاء العمل، يجب أن تحرص على الانتباه للعلامات التحذيرية التي قد تغفل عنها، والتي تستنزف مشاعرك، وتبحث لنفسك عن علاقة صحية آمنة.

علامات العلاقة السامة
بقدر انغماسنا في العلاقة، يصعب علينا رؤية بعض الحقائق وتفسيرها بصورة صحيحة، فقد نرى غيرة الطرف الآخر على أنها حب وولع، ونعتبر عنفه في أوقات الغضب مجرد لحظات انفعال قد نكون نحن من تسبب بها، ويتلاشى مع الوقت احترامنا لذاتنا ويقل تقديرنا لأنفسنا، ونتحول إلى أشخاص منهزمين نظن دوما أن العيب فينا وأننا مصدر المشكلة.

وقبل أن ننجرف إلى هذه الصورة القاتمة، علينا أن ندرك العلامات التي تنبهنا أننا في علاقة سامة مع الطرف الآخر، وأنه يقوم باستغلالنا بشكل مباشر أو غير مباشر.. وجاءت أغلب العلامات التي أشارت لها مواقع العلاقات والصحة النفسية عبارة عن:

-الشعور بعدم الأمان
واحد من أهم علامات علاقات السامة هو الشعور بعدم الأمان، فتخشى قول الكلمة وإلا غضب منها، وتخاف من ردة فعله عند القيام بأي موقف، وكأنك تسير على قشر بيض، وتشعر دوما بالتهديد من احتمالية هجرك، وترغب في الاختفاء.

-إلقاء اللوم المستمر
لعبة الشخص السام المفضلة في العلاقات هي إلقاء اللوم على الطرف الآخر: “لقد عنفتك لأنك اضطررتني لذلك”، “قمت بهجرك لأنك لم تراعي مشاعري”، “لم أؤذيك أنت آذيت نفسك عندما لم تطعني”، فهو يوهم شريك حياته أو صديقه بأنه السبب في كل مشكلة لأن سلوكه غير متزن.

-عدم الاحترام
غالبا ما تأتي تعليقاته مليئة بالسخرية والنقد، وتفتقر إلى الود والاحترام، يبرر ذلك بالحب والرغبة في جعلك شخصا أفضل، ولكنك تتفاجئ به يقلل من عملك، أو يتعمد الاستهزاء منك أمام الآخرين، فيعزز انتقاصك لنفسك وشعورك بعدم الأهمية، ولا يحترم احتياجاتك ويعتبر نفسه أولوية عنكِ.

-عزل الطرف الآخر
يظهر تأثير العلاقات السامة من خلال تعمد عزل الطرف الآخر، كأن يقوم الزوج بعزل زوجته عن زيارة عائلتها والخروج للتنزه مع أصدقائها، أو الرغبة الدائمة في عدم الظهور معا في التجمعات والأحداث الاجتماعية، وكذلك عزلها عن فعل ما تحب، وقد يكون العكس برغبة الزوجة في عزل زوجها عن الآخرين بحجة الحب أو الغيرة.

-افتقار الدعم
لا يقدم الشخص السام أو المؤذي في العلاقة دعما حقيقيا، قد يبدو مبتسما لنجاحك ويخبرك ببعض كلمات التشجيع، ولكن تظهر غيرته من تألقك في صور عدم اهتمام أو تقديم الوقت والمشاركة، كما أنه لن يقدم لك الوقت ويسألك عن آخر تطورات مشروعاتك وأعمالك، أو حتى حالتك النفسية، فلن يسعى لتقديم دعم معنوي أو مادي حقيقي، ويتصرف كأن ما يمر به الطرف الآخر لا يخصه.

-عدم التواصل
لا يمتلك الأشخاص في العلاقات السامة لغة حوار جيدة، ويفتقرون إلى التواصل الصحي الذي يمكن من خلاله حل المشكلات، والتعامل مع تحديات العلاقات الطبيعية، وغالبا ما يسود بينهما أجواء قاتمة يغلب عليها سوء النية وعدم القدرة على الإفصاح عن الاحتياجات والرغبات بأريحية، ويسود القلق بين الطرفين فور بدء أي محادثة خوفا من المسار الذي قد تخذه، فقد يكون الهجوم والاندفاع أو الصمت البارد هو مآل أي نقاش.

-الشعور بالإهمال والاستغلال
يتسبب الشخص المؤذي في العلاقات السامة في اعتلالات عميقة في الصحة النفسية، لأنه يتجاهل الطرف الآخر ولا يقدم له الرعاية اللازمة كما في العلاقتا الصحية، فيتعمد إهماله وعدم تقدير احتياجاته، وقد يقوم باستغلاله ليشبع هو رغباته ويحصل على ما يرضيه، دون وضع رغبات الطرف الآخر في الاعتبار.

-الانتقاد والسخرية والغضب
من أوضح علامات العلاقات السامة، تعمد الإيذاء عن طريق السخرية والتقليل من شأنك ومن الأنشطة التي تحب ممارستها، أو حتى عملك وطريقة نطقك للكلمات، فهو ينتقد كل ما تقوم به، وتأتيه نوبات غضب من كل فعل صغير، ويغلب عليه الشعور بالخجل من التواجد معك ويتعمد أن يصل لك هذا الشعور.

-التلاعب والأنانية
يتلاعب الطرف السام بالآخر، فقد يوهمه بمشاعر معينة أو بأنه السبب في تدهو رموقف ما، ويلقي عل عاتقه مسئولية إنجاح هذه العلاقة لأنه كان السبب في إفشالها، ويحول أغلب المواقف لصالحه، ويتسم بالأنانية وإرضاء نفسه على حساب الطرف الآخر الذي يعامله كإحدى الوسائل المصممة له.

-الغيرة والسيطرة
من الممكن أن تظهر الغيرة على أنها فعل نابع من الحب، ولكن الغيرة المتملكة هدفها السيطرة، للحد من التفاعل مع الأصدقاء أو العالم خارج إطار هذه العلاقة، فيكون هو الشخص الأول والأخير في حياتك، ويتمحور حوله كل شئ، فيتصل بك كثيرا في العمل أو إذا كنتِ برفقة اي احد غيره، بدافع الاشتياق والرغبة في الاطمئنان، ولكنه في الحقيقة يحاوطك ليذكرك أنه الأهم.

-فقدان التقدير واحترام الذات
آثار العلاقة السامة والتعرض للتعنيف والتجاهل سيؤدي إلى شعورك بفقدان التقدير لذاتك، ويغمرك الخجل من نفسك وتحتقر ذاتك وتعتبر أن وجودك عبء ولا أهمية له، بسبب المشاعر السلبية التي زرعتها هذه العلاقة داخلك، والأوهام التي بنتها عن نفسك، وهو ما يعني ضرورة إنهاء هذه العلاقة.

خطوات عملية للخروج من العلاقة السامة
من الصعب الخروج من علاقة سامة بسبب التعلق وسيطرة الطرف الآخر، خاصة إذا كنت تحمل مشاعر قوية للطرف الآخر، ورغم عدم قدرتك على تحمل الضغوط التي يوقعها عليك، يظل هناك أمور تُعيق التخلص من هذه العلاقة المؤذية، مع وجود اعتماد مادي وخوف من الوحدة، ولكن هذه الخطوات يمكنها مساعدتكم:

1. قيّم العلاقة
أن تُدرك ضرورة التخلص من هذه العلاقة، فقد تكون تلك مرحلة سامة من العلاقة ويمكن أن يساهم التغيير في تحسين الوضع، أم أن تلك طبيعة العلاقة على الدوام، مما يستدعي التخلص منها.

2. الإفصاح عن الأذى
البدء بمحاولات قد تُغير مسار العلاقة إما بالنهاية أو التعاون على تحسين السُمية في هذه العلاقة، عن طريق الإفصاح والحيث عن السلوكيات التي تسبب لك الأذى والنقاش حولها وطلب تغييرها، ووضع حدود جديدة في العلاقة وتحديد عواقب تخطيها، حتى تستعيد ثقتك بنفسك واستقلاليتك.

3. خطة للخروج
إذا لم يكن من الأمر مفر، فلا هناك تحسين أو رغبة في التغيير، وفي ظل الوجود في علاقة قائمة على التعنيف والأذى النفسي والجسدي، فقد يبدو من الافضل تجهيز خطة تضمن سلامتك، ففي حال الزواج قد تحتاج إلى مكان للإقامة وأشخاص لدعم قرارك، وقد تحتاج السيدات البحث عن عمل وتوفير المال.

4. الانفصال تدريجيا
يمكن البدء في خطوات الانفصال تدريجيا، بالتواجد وقت أقل والاحتكاك في حدود ضيقة، حتى إنهاء العلاقة، وذلك للاعتياد على والتكيف مع التغيير.

5. الإنهاء التام
عند اتخاذ القرار بقطع علاقتك بالشخص السام يجب أن يأتي ذلك واضحا وتاما، ينقطع بعدها التواصل تماما، لأن الشخص السام غالبا ما يتصف بالأنانية والنرجسية، ولن يتقبل رحيلك بهدوء، لذلك يجب التأكد من قطع كل سبل التواصل معه مرة أخرى.

6. بدء رحلة التعافي
تأثير العلاقات السامة مدمر على الصحة العقلية والنفسية، ولذلك يجب الانتباه إلى حالتك وطلب المساعدة من متخصصين، والبحث عن الأنشطة التي تعيد لكِ الثقة بنفسك، والتعافي من الأذى والعنف وتجاوز العلاقة السامة لبدء حياة جديدة.

كيف أتعافى من علاقة سامة؟
يحتاج التعافي من العلاقات السامة إلى مجهود وصبر، فالتأثير الذي تتركه هذه العلاقات عميق وقد يتسبب في الإصابة بالاكتئاب والعيش مع نوبات القلق والفزع، الأمر الذي يجب التعامل معه بجدية وخطوات ثابتة نحو الحصول على مشاعر ثابة ومستقرة وإيجابية عن نفسك، وباختلاف طبيعة العلاقة السامة قد يحدث التعافي عن طريق خطوات اقترحها موقع Healthline:

1. ضع النهاية بنفسك
من النادر أن يسمح لك الشخص السام بإنهاء العلاقة معبرا عن كل ما يجيش به قلبك من آلام وأوجاع، ولكن يمكنك أن تفعلها أنت بنفسك، اكتب رسالة تخبره فيها بكل ما كنت تريد قوله، وقد ترسله له أو تتخلص منه، وكأنك تُرضي نفيك وتحصل على نهاية لهه العلاقة المرهقة.

2. تخطى الماضي
النظر إلى الحياة بعد العلاقة السامة هو خطتك للتعافي من الأذى والألم النفسي الذي مررت به، فيكون لديك القدرة على فهم أن ما حدث قد حدث، ولا يجب التوقف عند الماضي واجتراره، يمكن أن نفهم منه أسباب ما حدث ونتعلم من عدم تكرار أخطاء ستبقة، لكن يأتي التعافي من القدرة على النظر للمستقبل، وقطع كل اتصال مع الماضي والشخص المسيئ.

3. البدء بالعلاج
من اجل أن تصل ما أفسدته هذه العلاقة داخلك، ابحث عن العلاج المناسب لالتحدث مع متخصصين من المعالجين النفسيين يقدمون لك استشارات للتعامل مع المشاعر السلبية، ويساعدونك على استعادة الثقة بالنفس والتدرب على تغيير طريقة التفكير لصالحك لا ضدك.

4. الاستثمار في العلاقات الصحية
الحرص على إحاطة نفسك بعلاقات صحية قائمة على الصدق والمشاركة، والاستثمار فيها.

5. أنشطة جديدة
يمكن أن يساهم الانخراط في تجربة أنشطة جديدة، أو استعادة مهارات قديمة على استعادة الثقة بالنفس، كما أنها تُخرج العقل من قوقعته والأفكار التي تتملكه، وتجعله يكتشف جوانب جديدة ويكتسب صداقات تضمد جراح الماضي.

نصائح لبناء الثقة بالنفس بعد العلاقة السامة:

-اطلب الدعم من المحيطين والاشخاص الذين تثق بهم من العائلة والأصدقاء، وتحدث إليهم بما تشعر به واحكي عنما مررت به.
-الاعتراف بأنك عشت فترة طويلة في علاقة سامة ومؤذية، وأنك تستحق ما هو أفضل.
-توقف عن لوم النفس وأظهر التعاطف لنفسك والمبررات التي أجبرتك على الاستمرار في هذه العلاقة وتقبل ضعفك وأخطائك.
-تغيير المعتقدات السلبية التي ترسخت داخلك بسبب هذه العلاقة، معتقداتك عن نفسك وعن الحب والزواج والعلاقات الإنسانية.
-ممارسة التدوين والتأمل الذي يصفي الذهن، ويجعلك تستكشف أفكارك ومشاعرك بصورة صحيحة دون تصورات من طرف آخر.
-البحث عن هوايات جديدة تُعيد لك الثقة بالنفس.
-التفاعلات الاجتماعية الصحية.
-احرصوا على تلقي الدعم النفسي والمواساة للتعافي من لعلاقات السامة، ولا تستسلموا للإساءة وسوء المعاملة لأنكم تستحقون دوما الأفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى